أبعاد مفهوم الذات لدى العامالت وغير العامالت وعالقته بمستوى والتوافق األسري بمحافظة الداخلية

Transcript

1 جامعة نزوى كلية العلوم واآلداب قسم التربية والد ارسات اإلنسانية أبعاد مفهوم الذات لدى العامالت وغير العامالت وعالقته بمستوى الضغوط النفسية والتوافق األسري بمحافظة الداخلية The Self-Concept Dimensions of the Employed and Unemployed Women and its Relationship with the Level of Stress and Family Adjustment in the Dakhlia Governorate رسالة ماجستير مقدمة من: منى بنت عبداهلل بن نبهان العامرية استكماال لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في التربية تخصص: إرشاد نفسي إش ارف الدكتورة: هدى أحمد الضوي الدكتور: أمجد محمد هياجنة الدكتور: محمد علي دقة 4102 م أ

2 أ

3 اإلهداء حينما تسير بنا الخطوات نحو عالم النجاح بخطى واثقة فإن هناك أياد بيضاء أذكرها منحتني كل معاني الثقة وسطرت معي لوحة اإلبداع ولونتها بألوان ملؤها المحبة ألحمل بين يدي ثمرة حلوه أهديها لكم... إلى العطاء واألمان أبي... إلى الجنة والحنان أمي... إلى سندي ورفيق دربي زوجي... إلى فلذات كبدي ونور حياتي محمد أسيل ريم يمنى والتوأمان شهد ووجد... إلى عزوتي في هذه الحياة إخواني وأخواتي... إلى نبض العطاء عبير... ندى إلى كل من قدم لي يد العون والمساعدة في تقديم التسهيالت إلتمام هذا العمل المتواضع... إلى كل أم سواء كانت عاملة أو غير عاملة ال تألو جهدا في الغرس الجميل في نفوس أبنائها لينبت غرسها شبابا وشابات معطائين كعطائها... أهدي إليهم جميعا هذا العمل المتواضع... الباحثة ب

4 شكر وتقدير الحمد هلل الذي تتم به الصالحات الحمد هلل أن أنعم علي إتمام هذا العمل حتى خرج بصورته الحالية... وبعد فإني أتقدم بالشكر والتقدير إلى الدكتورة/ هدى أحمد الضوي المشرفة الرئيسية على هذه الرسالة لما قدمته لي من توجيهات ومتابعة إلتمام هذا العمل فقد منحتني الكثير من وقتها فلها مني كل الشكر والتقدير واالحت ارم. وأتقدم بالشكر والتقدير للدكتور/ أمجد محمد هياجنة والدكتور/ محمد علي دقة المشرفين المساعدين على هذه الرسالة. كما أتوجه بالشكر والتقدير لألساتذة المحكمين على منحهم جزء من وقتهم لتحكيم أدوات الد ارسة بالرغم من الت ازماتهم األكاديمية. كما أوجه خالص شكري وتقديري لجميع أساتذة قسم التربية والد ارسات اإلنسانية بجامعة نزوى وكل من قدم لي يد العون ومنحني من وقته وجهده ألتم هذا العمل المتواضع. الباحثة ج

5 ملخص الد ارسة أبعاد مفهوم الذات لدى العامالت وغير العامالت وعالقته بمستوى الضغوط النفسية والتوافق األسري بمحافظة الداخلية منى بنت عبداهلل بن نبهان العامرية ماجستير تربية )إرشاد نفسي( جامعة نزوى إش ارف الدكتورة/هدى أحمد الضوي هدفت هذه الد ارسة إلى د ارسة اتجاه أبعاد مفهوم الذات ومستوى الضغوط النفسية ومستوى التوافق األسري لدى األمهات والمقارنة بين األمهات العامالت وغير العامالت في أبعاد مفهوم الذات ومستوى الضغوط النفسية ومستوى التوافق األسري كما هدفت إلى الكشف عن العالقة االرتباطية بين أبعاد مفهوم الذات ومستوى الضغوط النفسية والكشف عن العالقة االرتباطية بين أبعاد مفهوم الذات ومستوى التوافق األسري. ولتحقيق األهداف السابقة اعتمدت الد ارسة المنهج الوصفي حيث تم تطبيق أدوات الد ارسة والتي شملت ثالثة مقاييس: مقياس مفهوم الذات للكبار من إعداد إسماعيل وغالي )0690( ومقياس لقياس مستوى الضغوط النفسية ومقياس لقياس مستوى التوافق األسري من إعداد الباحثة وتم تطبيق أدوات الد ارسة بعد التأكد من صدقها بطريقة صدق المحكمين وتم التأكد من ثباتها عن طريق حساب معامل الثبات )ألفا كرونباخ( وتكونت عينة الد ارسة من )411( أم عاملة و )01( أم غير عاملة. ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الد ارسة ما يأتي: 0( إن عينة البحث المتمثلة في األمهات العامالت وغير العامالت في محافظة الداخلية تتمتع بمفهوم ذات إيجابي على أبعاد مفهوم الذات الستة )مفهوم الذات الواقعية مفهوم الشخص العادي مفهوم الذات المثالية مقياس التباعد مقياس تقبل الذات مقياس تقبل اآلخرين(. 4( ال توجد فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى )α 10,( بين العامالت وغير العامالت على أبعاد مفهوم الذات الواقعية مفهوم الشخص العادي مفهوم الذات المثالية مقياس التباعد ومقياس تقبل الذات لكن توجد فروق ذات داللة إحصائية عند )α 10,( على مقياس تقبل اآلخرين لصالح العامالت. د

6 0( إن مستوى الضغوط النفسية منخفض لدى عينة البحث كما أشارت الدرجة الكلية لمقياس الضغوط النفسية ومتوسط في المجال الشخصي وفي مجال العمل أما في مجال الصحة وفي المجال االقتصادي وفي مجال األسرة كان مستوى الضغوط النفسية منخفض. 2( ال توجد فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى )α 10,( بين العامالت وغير العامالت على مستوى الضغوط النفسية في درجة المقياس ككل وفي جميع مجاالت المقياس ما عدا مستوى الضغوط النفسية في مجال األسرة فكان لصالح العامالت. 0( إن مستوى التوافق األسري لدى عينة البحث كبير كما أشارت الدرجة الكلية لمقياس التوافق األسري أما مستوى التوافق األسري على محاور المقياس كان ا كبير محوري التوافق مع األبناء والتوافق مع األقارب. )9 ال توجد فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى )α مستوى التوافق األسري في جميع محاور المقياس وفي درجة المقياس ككل. في محور التوافق مع الزوج ومتوسط في 10,( بين العامالت وغير العامالت على 7( توجد عالقة ارتباطية سالبة ذات داللة إحصائية بين كل من مفهوم الذات الواقعية ومفهوم الذات المثالية وبين مستوى الضغوط النفسية كما أنه توجد عالقة ارتباطية موجبة ذات داللة إحصائية بين كل من مقياس التباعد ومقياس تقبل الذات وبين مستوى الضغوط النفسية بينما ال توجد عالقة ارتباطية دالة إحصائيا بين كل من مفهوم الشخص العادي ومقياس تقبل اآلخرين وبين مستوى الضغوط النفسية. 8( توجد عالقة ارتباطية موجبة ذات داللة إحصائية بين مفهوم الذات الواقعية ومستوى التوافق األسري وتوجد عالقة ارتباطية سالبة ذات داللة إحصائية بين مقياس تقبل الذات ومقياس التباعد وبين مستوى التوافق األسري بينما ال توجد عالقة ارتباطية دالة إحصائيا بين كل من مفهوم الشخص العادي ومفهوم الذات المثالية ومقياس تقبل اآلخرين وبين التوافق األسري. 6( إن %00 من أسباب الضغوط النفسية تعزى إلى أبعاد مفهوم الذات وان %07 من أسباب التوافق األسري تعزى إلى أبعاد مفهوم الذات وأن أكثر بعد له قدرة على تفسير مستوى الضغوط النفسية ومستوى التوافق األسري هو بعد الذات الواقعية. ه

7 قائمة المحتويات لجنة مناقشة إهداء شكر وتقدير الرسالة المحتوى الصفحة أ ب ج ملخص الرسالة باللغة العربية قائمة المحتويات قائمة الجداول د و ط األشكال قائمة ك قائمة المالحق ل 00-0 الفصل األول: خلفية الد ارسة وأهميتها المقدمة مشكلة الد ارسة وأسئلتها مبر ارت الد ارسة وأهميتها أهداف الد ارسة حدود الد ارسة مصطلحات الد ارسة الفصل الثاني: اإلطار النظري والد ارسات السابقة مفهوم الذات الضغوط النفسية و

8 التوافق األسري المحتوى الصفحة الد ارسات السابقة تعقيب على الد ارسات السابقة الفصل الثالث: المنهجية واإلج ارءات منهج الد ارسة مجتمع الد ارسة عينة الد ارسة أدوات الد ارسة إج ارءات تطبيق أداة الد ارسة متغي ارت الد ارسة األساليب اإلحصائية الفصل ال اربع: نتائج الد ارسة نتائج السؤال األول نتائج السؤال الثاني السؤال الثالث نتائج نتائج السؤال ال اربع نتائج السؤال الخامس نتائج السؤال السادس نتائج السؤال السابع نتائج السؤال الثامن نتائج السؤال التاسع ز

9 الفصل المحتوى الخامس: مناقشة النتائج والتوصيات الصفحة مناقشة نتائج السؤال األول مناقشة نتائج السؤال الثاني مناقشة نتائج السؤال الثالث مناقشة نتائج السؤال ال اربع مناقشة نتائج السؤال الخامس مناقشة نتائج السؤال السادس a-b مناقشة نتائج السؤال السابع مناقشة نتائج السؤال الثامن مناقشة نتائج السؤال التاسع ملخص نتائج الد ارسة التوصيات البحوث المقترحة قائمة الم ارجع العربية قائمة الم ارجع األجنبية المالحق ملخص الرسالة باللغة اإلنجليزية ح

10 قائمة الجداول موضوع الجدول الصفحة جدول )0( توزيع أف ارد عينة الد ارسة وخصائصها 70 جدول )4( معامل الثبات ألبعاد مفهوم الذات الستة 72 جدول رقم )0( معامل الثبات لمجاالت مقياس الضغوط النفسية 77 جدول رقم )2( مستوى درجة الضغوط النفسية والمدى المتوسط 78 جدول رقم )0( معامل الثبات لمحاور مقياس التوافق األسري 81 جدول رقم )9( مستوى درجة التوافق األسري والمدى المتوسط 81 جدول رقم )7( المتوسطات الحسابية واالنح ارفات المعيارية لتقدي ارت أف ارد عينة 82 الد ارسة على أبعاد مفهوم الذات الواقعية مفهوم الشخص العادي مفهوم الذات المثالية جدول رقم )8( المتوسطات الحسابية واالنح ارفات المعيارية لتقدي ارت أف ارد عينة الد ارسة 80 على مقياس التباعد مقياس تقبل الذات مقياس تقبل اآلخرين جدول) 6 ( المتوسطات الحسابية واالنح ارفات المعيارية واختبار "ت" لعينتين مستقلتين 87 للعامالت وغير العامالت على كل بعد على حدة من أبعاد مفهوم الذات الستة جدول )01( المتوسطات الحسابية واالنح ارفات المعيارية لتقدي ارت أف ارد عينة الد ارسة 88 على محاور مقياس الضغوط النفسية جدول )00( المتوسطات الحسابية واالنح ارفات المعيارية واختبار "ت" لعينتين مستقلتين 61 للعامالت وغير العامالت على كل محور من محاور مقياس الضغوط النفسية ط

11 موض وع الجدول الصفحة جدول )04( المتوسطات الحسابية واالنح ارفات المعيارية لتقدي ارت أف ارد عينة الد ارسة 60 على محاور مقياس التوافق األسري جدول )00( المتوسطات الحسابية واالنح ارفات المعيارية واختبار "ت" لعينتين مستقلتين 60 للعامالت وغير العامالت على محاور مقياس التوافق األسري جدول )02( معامالت االرتباط بين أبعاد مفهوم الذات وبين مستوى الضغوط 62 النفسية جدول )00( معامالت االرتباط بين أبعاد مفهوم الذات وبين التوافق األسري 69 جدول )09( تحليل االنحدار المتعدد بين أبعاد مفهوم الذات وبين الضغوط النفسية 67 جدول )07( نسبة تفسير بعد الذات الواقعية ومقياس التباعد لمستوى الضغوط النفسية 68 جدول )08( تحليل االنحدار المتعدد بين أبعاد مفهوم الذات وبين الضغوط النفسية 011 جدول )06( نسبة تفسير بعد الذات الواقعية وباقي األبعاد لمستوى التوافق األسري 010 ي

12 قائمة األشكال موضوع الشكل الصفحة شكل )0( العالقة بين أبعاد مفهوم الذات ومستوى الضغوط النفسية 66 شكل) 4 ( العالقة بين أبعاد مفهوم الذات ومستوى الضغوط النفسية 014 ك

13 قائمة المالحق موضوع الملحق الصفحة ملحق رقم )0(: أدوات الد ارسة في صورتها األولية 000 ملحق رقم )4(: أدوات الد ارسة في صورتها النهائية 002 ملحق رقم )0(: قائمة بأسماء األستاذة المحكمين ألدوات الد ارسة 000 ل

14 الفصل األول خلفية الد ارسة وأهميتها م

15 الفصل األول خلفية الد ارسة وأهميتها المقدمة: إن مفهوم الذات يعتبر من المتغي ارت األساسية المرتبطة بالشخصية والذي يساعد على فهم السلوك اإلنساني. ويتفق العلماء والباحثون على أن مفهوم الذات يعتبر حجر ال ازوية في الشخصية وأنه هو أساس تكامل واتساق الشخصية ليكون الفرد متكيفا مع نفسه ومع البيئة التي يعيف فيها )الظاهر.)4101 واذا كان محتوى مفهوم الذات الخاص مهددا لبنية الذات بصفة عامة فإنه يؤدي إلى التوتر والقلق وسوء التوافق النفسي )زه ارن 4110(. إن العمل يعطي الم أرة فرصة لتحقيق ذاتها وتفريغ ما لديها من طاقات ويتيح لها فرصة ممارسة أدوار مختلفة فالفرد كلما ازدت خب ارته يصبح لديه القدرة على إيجاد التكامل فيما بين هذه الخب ارت بأج ازئها الفرعية لتساعد في تشكيل وتطوير مفهوم ذات ولقد شرفت الم أرة العمانية باهتمام ورعاية سامية من لدن حضرة صاحب الجاللة السلطان قابوس -حفظه اهلل ورعاه- ويبدو هذا واضحا في خطابات جاللته نحو تعزيز دور الم أرة وحفظ حقوقها بالمساواة مع الرجل وقد ت ازيد عدد العمانيات العامالت في الحكومة والقطاع الخاص في اآلونة األخيرة ألن جميع القوانين واألنظمة العمانية القائمة تمنح النساء فرص متكافئة في جميع قطاعات السلطنة وبالرغم من تمكين ونجاح الم أرة في العمل إال أن معظم الد ارسات العمانية أجمعت على وجود مشكالت تعاني منها الم أرة العاملة منها مشكالت تتعلق بأعباء الوظيفة وص ارع الدور المتمثل في صعوبة التوفيق بين مسؤوليات العمل المنزلي والعمل الوظيفي والسؤال الذي يطرح نفسه هل مفهوم الذات لدى األمهات العامالت له 1

16 عالقة بمستويات الضغوط النفسية والتوافق األسري ألن اآل ارء ما ازلت على العمل تأثير تختلف في حياتها ومدى قدرتها على التوفيق بين العمل واألسرة. فالبعض يرى أن العمل مهم في حياة الم أرة حيث أنه يوسع آفاقها وينمي وان شخصيتها الم أرة نصف المجتمع فعملها يعني زيادة إضافية في الدخل القومي والعمل يساهم في رفع المستوى االقتصادي ألسرتها في حين يرى البعض اآلخر أن لخروج الم أرة وعملها بعيدا عن بيتها فهو كثيرة أض ار ار يؤدي إلى اضط ارب العالقات األسرية ألن الم أرة العاملة تعيف تحت ضغط وحالة من التوتر واالنفعال في المنزل والعمل وذلك لتحملها مسؤوليات عديدة األمر الذي يجعلها.)0667 ال يمكنها التوفيق بين عملها وحسن تربية أوالدها )ثابت 0680 أبو صايمة وترى الباحثة أن غير األمهات العامالت ليس بالضرورة أن تكون أكثر توافقا مع األبناء والزوج من األمهات العامالت أو العكس وانما يعتمد ذلك على نوعية األم ومفهومها عن ذاتها. فالمشاكل التي تتعرض لها األم العاملة وأطفالها تعتمد على نوعية الم أرة العاملة ونوع العالقة التي تقيمها معهم فقد يقدم عملها الفرصة لألطفال التعاون والتعلم في المنزل واالعتماد على النفس أو تفرض عليهم أعباء ثقيلة ال يتحملها إال البالغين. إن وجود األم في المنزل ال يضمن نجاح عالقاتها بزوجها وأطفالها وهنا يرى الكثيرون أن الوقت الطويل الذي تقضيه األم مع أطفالها ليس دليال على األمومة الصالحة ألنه إذا كانت لدى الم أرة رغبة شديدة بالعمل وتشعر أن أطفالها يعوقونها عن تحقيق ذلك فإن عالقاتها بهم تتأثر سلبا إلى حد كبير وأشارت د ارسة حسون في %00 بعض الدول العربية أن %78 من األبناء لم يشكل لهم عمل األم أي صعوبة بينما فهم عانوا من الوحدة واالكتئاب أثناء غياب األم و %2 اشتكوا من ن ازعات بين الوالدين والتي كان سببها عمل األم )الداهري 4118(. ويتضح مما سبق أن مفهوم الذات لدى األمهات هو الذي يحدد مدى نجاحها العملي واألسري. 2

17 Rogers مشكلة الد ارسة وأسئلتها: إن أهم عامل في الشخصية من وجهة نظر روجرز هو مفهوم الذات لذلك فإن أي إحباط يعوق ويهدد إشباع الحاجات األساسية للفرد ينتج عنه تقييم سيء للذات ونقص احت ارم الذات وأن مفهوم الذات يتكون مع نمو ووعي الفرد واد اركه بوجوده الشخصي وما يقوم به )الزيود.)0668 وألهمية مفهوم الذات فإن الباحثة ترى أن له أثر على نجاح الم أرة في مجالي العمل واألسرة. إن معظم الد ارسات السابقة التي تم إج ارءها على الم أرة العاملة بسلطنة عمان أجمعت على وجود آثار إيجابية لعمل الم أرة فالم أرة العاملة تسهم في زيادة دخل أسرتها والعمل أكسب الم أرة العمانية القدرة على حل مشكالتها األسرية حيث أصبحت أكثر مشاركة في ال أري وتحمل المسؤولية نحو األسرة كما أن معظم الد ارسات العمانية أجمعت على وجود مشكالت تعاني منها الم أرة العاملة منها مشكالت تتعلق بأعباء الوظيفة وص ارع الدور المتمثل في صعوبة التوفيق بين مسؤوليات العمل المنزلي والعمل الوظيفي والقيود التي تفرضها العادات والتقاليد على مجاالت عمل الم أرة. لكنها تباينت في مسألة تقدير الزوج ألعباء الم أرة وتعاونه معها حيث أوضحت د ارسة عبد النبي )0664( أن %09 من عينة الد ارسة ترى أن الزوج ال يقدر أعباء الم أرة وال يتعاون معها بينما كشفت د ارسة المسلمي )0660( عن مدى التعاون والتكامل بين الزوجة العاملة والزوج في اتخاذ الق ار ارت األسرية حيث كانت النسبة %60 من مفردات العينة وكذلك أشارت د ارسة المعمري )4110( أن الغالبية العظمى من عينة الد ارسة ترى أن العمل يسهم في تقوية الروابط مع الزوج للظروف المشتركة بينهم وتمثلت اآلثار النفسية السلبية لعمل الزوجة في الشعور بالقلق على األطفال وعبء العمل ال ازئد الذي يسبب لها المشكالت والضيق والعصبية والقلق على المستقبل الوظيفي لكن د ارسة الزدجالي )4116( اختلفت نتائجها في مسألة قدرة الم أرة على 3

18 التوفيق بين العمل واألسرة حيث أن %07 من عينة الد ارسة ترى أنه ال يوجد تعارض بين العمل ومسؤولية الم أرة العاملة داخل أسرتها ألن الم أرة القيادية ما وصلت إلى هذا المنصب إال وهي قادرة على تنظيم وقتها وتوزيعه بين العمل واألسرة. والحظت الباحثة اختالف نتائج الد ارسات العربية واألجنبية واختالف آ ارء الكتاب في أثر عمل الم أرة عليها وعلى أسرتها. فقد أوضحت نتائج د ارسة العوادة )4116( عن العنف ضد الم أرة العاملة في القطاع %02 الصحي أن نسبة العامالت الالتي يتعرضن لالكتئاب %20 والالتي يشعرن بالعزلة %22 ونسبة والالتي يعانين من أم ارض جسدية %04 والالتي يعانين من أم ارض نفس جسدية اللواتي ينقلن مشاكل العمل للبيت %09 واللواتي اعترفن بعدم قدرتهن على تأدية واجبات األسرة بسبب التعب والتوتر %09. وأشارت الد ارسات أن %21 من النساء في أمريكا الشمالية الالتي يشغلن مناصب تنفيذية غير متزوجات )لم تتزوج أصال منفصلة عن زوجها أو مطلقة( وأكثر من النصف ال أطفال لديهن أما العامالت المتزوجات الالتي لديهن أطفال ونتيجة للضغط العالي الواقع عليهن تواجه العديد منهن خيا ارت مهنية صعبة وبعضهن يؤثر ترك الوظيفة نهائيا 4111(. )هانسون كما إن خروج الم أرة إلى العمل قد يجر معه بعض المشكالت فقد تهمل الزوجة زوجها بحجة عدم وجود الوقت الكافي كما أنها قد تهمل تربية أبنائها أو توكل أمر تربيتهم إلى الخدم وما يجره ذلك من أخطاء أو ترك تربية األبناء لألجداد المسنين مما يؤدي إلى خالفات متكررة بين الزوجين 4114(. )الزعبي وذكر أبو صايمة )0667( أنه يجد بعض العامالت المتزوجات تعبر عن شقائها وتعاستها بأساليب نفسية ملتوية فتبدأ بالشكوى من وعكات صحية ومن اإلرهاق والتعب وتبدأ بالتغيب عن 4

19 العمل وفي المقابل يجد أن هناك من العامالت المتزوجات ناجحات في عملهن وتشعر باالستق ارر العملي وتكون قادرة على التكيف مع ظروفها العملية واألسرية. وقد بينت د ارسة ت اركي Tracy أن لعمل الم أرة تأثي ارت إيجابية وأخرى سلبية عليها وعلى عالقتها بأبنائها وتكيفهم وعلى عالقتها بزوجها بمعنى أن ذلك ينعكس على األسرة بشكل عام. )المعمري 4110(. وعلى النقيض من ذلك أرت أبو سيف )دت( أن الم أرة الموظفة ذات المكانة المهنية هي األقدر على بناء أسرة ناجحة اقتصاديا بل وعلميا فيما يتعلق بأبنائها في الكثير من األحيان وكم من السيدات المتعلمات تعليما عاليا يعانين بعد تقدم أبنائهن في العمر والعمل من الشعور بالنقص ألن زميالتهن توفرت لهن فرص االستقالل االقتصادي وتعزيز المكانة االجتماعية وهن جليسات البيوت ودعم ذلك نظرة الشباب لعمل الم أرة على أنه ضرورة لمساعدته على القيام بمتطلبات البيت االقتصادية. وأظهرت د ارسة آدم )0684( أن الم أرة العاملة تواجه ص ارع الدور بشكل إيجابي تختفي معه مشاعر الذنب ويختفي معه اإلحساس بوجود المشكالت أو الصعوبات في أداء هذه األدوار وذلك حينما تكون الم أرة متقبلة لذاتها واآلخرين ولديها قدر من الثقة بنفسها. كما بينت د ارسة جونيجا juneja من الهند أن أبناء األمهات العامالت أكثر استقاللية وأكثر تكيفا من الناحية االجتماعية وكانت سلوكياتهم أكثر سوية من أبناء األمهات غير العامالت )أبو صايمة 0667(. وأوضحت نتائج بعض الد ارسات الحديثة أن الحياة المزدوجة التي تعيشها الم أرة العاملة بين عملها وبيتها جعلتها ذات طبيعة مختلفة فهي تعيف حياتها بثقة تجعلها تتحمل جميع مسؤوليات 5

20 المنزل والزوج واألطفال وال تتذمر أو تشكو بل تحاول تأدية عملها على أفضل وجه وهي أفضل.)4100 بكثير من الم أرة التي تجلس في منزلها وتعاني من الف ارغ )أحمد والسؤال الذي يطرح نفسه هل االستق ارر النفسي واألسري لألم العاملة مرتبط بمفهومها عن ذاتها وهل األم العاملة الناجحة والتي تشعر باالستق ارر في العمل تشعر في ق اررة نفسها بأنها بحاجة إلى ممارسة األمومة وتوفير فقط الرعاية ألطفالها والعناية بهم وهل األم غير العاملة تشعر باالستق ارر النفسي واألسري لممارستها األمومة فقط أم أنها تشعر برغبة في تحقيق ذاتها من خالل وظيفة تمارسها خارج بيتها ومن خالل هذا التباين في نتائج األبحاث واآل ارء تتضح مشكلة البحث التي سوف تحاول الباحثة من خالله اإلجابة على األسئلة التالية: اتجاه 0. ما أبعاد مفهوم الذات الستة لدى عينة الد ارسة 4. هل توجد فروق دالة إحصائيا بين العامالت وغير العامالت في أبعاد مفهوم الذات 0. ما مستوى الضغوط النفسية لدى عينة الد ارسة 2. هل توجد فروق دالة إحصائيا بين العامالت وغير العامالت في مستوى الضغوط النفسية 0. ما مستوى التوافق األسري لدى عينة البحث 9. هل توجد فروق دالة إحصائيا بين العامالت وغير العامالت في مستوى التوافق األسري 7. هل توجد عالقة ارتباطيه بين أبعاد مفهوم الذات ومستوى الضغوط النفسية لدى عينة البحث 8. هل توجد عالقة ارتباطية بين أبعاد مفهوم الذات ومستوى التوافق األسري لدى العامالت وغير العامالت 6. ما مدى إسهام أبعاد مفهوم الذات في التنبؤ بدرجات الضغوط النفسية والتوافق األسرى 6

21 مبر ارت الد ارسة وأهميتها: من أهم مبر ارت الد ارسة: 0( تعد األسرة اللبنة األساسية في المجتمع والم أرة أهم دعامة فيها لذا ال بد من االهتمام بد ارسة كل ما يخص الم أرة وأهم ما يحدد شخصية الم أرة هو مفهومها عن ذاتها. 4( ندرة الد ارسات العمانية التي تناولت د ارسة األمهات غير العامالت. ليس هناك د ارسة في المجتمع العماني -حسب اطالع الباحثة -قد درست أبعاد مفهوم الذات )0 الستة. 2( تباين الد ارسات السابقة مما يعني عدم االستق ارر على حسم األمور فيما يتعلق بالجانب المهني والنفسي لدى العامالت في سلطنة عمان. ومما سبق تخلص الباحثة إلى أهمية الد ارسة: إن السلطنة تعتبر واحدة من أكثر الدول تقدمية في منطقة الخليج بالنسبة إلى حقوق الم أرة وقد )0 ت ازيد عدد العمانيات العامالت في الحكومة والقطاع الخاص في اآلونة األخيرة ألن جميع القوانين واألنظمة العمانية القائمة تمنح النساء فرص متكافئة في جميع قطاعات السلطنة ولكن لعمل الم أرة العمانية كما أوضحته الد ارسات العمانية كما أن له آثار إيجابية أيضا له آثار سلبية وبالتالي فإن هذه الد ارسة ستحاول تلمس ارتباط المشكالت النفسية التي تعاني منها العامالت بمفهوم الذات. تأتي أهمية هذه الد ارسة في أنها تحاول التعرف على أثر عمل الم أرة على أسرتها وهل )4 غير األمهات العامالت المتفرغات لبيوتهن وأسرهن أكثر توافقا مع أسرهن من األمهات العامالت أم أن ذلك مرتبط بمفهوم الذات لديهن. 7

22 الضغوط النفسية وهي الم أرة عمل مشكالت إحدى تناقف كونها في الد ارسة هذه أهمية وتكمن )0 التي تعاني منها وما لها من تأثير على إنتاجيتها في العمل والذي هو جزء من الكلية اإلنتاجية للمجتمع. أهداف الد ارسة: تهدف هذه الد ارسة إلى: التعرف على مفهوم الذات أبعاد اتجاه العامالت. وغير العامالت لدى )0 4( مقارنة بين العامالت وغير العامالت في أبعاد مفهوم الذات ومستوى الضغوط النفسية ومستوى التوافق األسري. الكشف عن العالقة االرتباطية بين أبعاد مفهوم الذات لدى العامالت وغير العامالت ومستوى )0 الضغوط النفسية التي تعاني منها. الكشف عن العالقة االرتباطية بين أبعاد مفهوم الذات لدى العامالت وغير العامالت ومستوى )2 التوافق األسري. الكشف عن مدى إسهام أبعاد مفهوم الذات في التنبؤ بدرجات الضغوط النفسية والتوافق )0 األسرى. حدود الد ارسة: 1( الحدود الزمنية: تم التطبيق في الفترة من 0 /إبريل/ م إلى يونيو 4100 م. / / ( الحدود المكانية: العامالت. مدارس محافظة الداخلية في سلطنة عمان. وبعض منازل األمهات غير 8

23 3( الحدود البشرية: من عينة األمهات العمانيات العامالت في الحقل التربوي وحاصالت على مؤهل عالي )شهادة بكالوريوس أو ما يعادلها فما فوق( وعينة من األمهات العمانيات غير العامالت وحاصالت على مؤهل عالي )شهادة بكالوريوس أو ما يعادلها فما فوق(. 2( كما تتحدد الد ارسة بمدى دقة الخصائص السيكومترية ألدوات الد ارسة. مصطلحات الد ارسة: مفهوم الذات: "هو مصطلح نفسي يعبر عن مفهوم افت ارضي يشمل جميع اآل ارء واألفكار والمشاعر واالتجاهات التي يكونها الفرد عن نفسه ويشمل المعتقدات والقيم والقناعات والطموحات المستقبلية 4112 التي تتأثر بحد كبير بالنواحي الجسمية والعقلية واالنفعالية واالجتماعية" )الظاهر ص 01 (. وعرف الزيات )4110( مفهوم الذات على أنه إد ارك الفرد لذاته وهذه المدركات تتشكل خالل احتكاكات الفرد ومروره بالخب ارت البيئية التي تتأثر بصفة خاصة بالتعزي ازت التي تصدر عن األشخاص ذوي األهمية في حياة الفرد. أما الحبيب )4118( فعرفه على أنه هو ما تحمله من تقدي ارت عن نفسك أيها اإلنسان هذه النفس ما تقديرك لها ما نظرتك لها كيف ترى سلبياتك كيف ترى إيجابياتك التعريف اإلج ارئي لمفهوم الذات: وتعرف الباحثة مفهوم الذات وفقا ألداة الد ارسة المستخدمة على أنه: قياس نظرة الم أرة لواقعها وقياس نظرتها للشخص العادي وقياس ما تحب أن تكون عليه وقياس التباعد بين الم أرة واآلخرين وقياس تقبل الم أرة لذاتها وقياس تقبل الم أرة للمجتمع الذي تعيف فيه وذلك على مقياس ذي خصائص سيكومترية جيدة. 9

24 العامالت: هن النساء الالتي يعملن خارج المنزل ويحصلن على أجر مادي مقابل عملهن ويقمن في نفس الوقت بأدوارهن األخرى كزوجات وكأمهات إلى جانب دورهن كموظفات. التعريف اإلج ارئي للعامالت: العامالت في هذه الد ارسة هن النساء الالتي يعملن في أحد مدارس محافظة الداخلية وحاصالت على مؤهل تعليمي عالي )بكالوريوس أو ما يعادلها فما فوق( ويقمن بأدوارهن األخرى كزوجات وكأمهات إلى جانب دورهن كموظفات. غير العامالت: هن النساء الالتي ال يعملن خارج منازلهن. التعريف اإلج ارئي لغير العامالت: غير العامالت في هذه الد ارسة هن النساء الالتي ال يعملن خارج المنزل ويقمن بأدوارهن األخرى كزوجات وكأمهات وحاصالت فوق(. الضغوط النفسية: على مؤهل تعليمي عالي )بكالوريوس أو ما يعادلها فما هي عبارة عن استجابات نفسية لتأثير سلبي وتوصف باالستم اررية وخبرة ذات مستوى عالي من القلق أو التوتر )بارون 4114(. وعرف ال ازروس (2006 (Lazarus, الضغوط النفسية على أنها قوة خارجية تؤثر على النظام الفسيولوجي والنفسي واالجتماعي للفرد والضغوط النفسية هي نتاج تقييم المواقف المهددة والتي يتميز بها الفرد عن اآلخر. 11

25 أما طلعت عرفها بأنها حالة من التوتر االنفعالي تنشأ من األحداث والمواقف التي تحدث صدفة في حياة الفرد والتي تتطلب نوعا من إعادة التوافق عند الفرد وما ينتج عن ذلك من آثار جسمية ونفسية )النعاس 4118(. التعريف اإلج ارئي للضغوط النفسية: وتعرف الباحثة الضغوط النفسية وفقا ألداة الد ارسة المستخدمة على أنه: االضط اربات التي تعاني منها الم أرة في المجال الشخصي مجال الصحة المجال االقتصادي مجال األسرة ومجال العمل. التوافق األسري: التوافق األسري هو قدرة أف ارد األسرة على التآلف مع بعضهم البعض ومع مطالب الحياة األسرية ويظهر هذا التآلف من خالل سلوكيات وتصرفات كل منهم وأساليبه في القيام بواجباته األسرية وتحقيق أهدافه في األسرة واشباع حاجاته والتعبير عن انفعاالته ومشاعره نحو أف ارد أسرته ومن خالل جهود أف ارد األسرة في مواجهة األحداث العادية أو الطارئة )مرسي 4118(. وعرفه أبو سعد )4118( على أنه حالة تكون فيها المشاعر العامة بين أف ارد األسرة من الرضا واالتفاق النسبي بينهم على الموضوعات الحيوية المتعلقة بحياتهم المشتركة وكذلك المشاركة في أعمال وأنشطة مشتركة وتبادل العواطف. التعريف اإلج ارئي للتوافق األسري: وتعرف الباحثة التوافق األسري وفقا ألداة الد ارسة المستخدمة على أنه: مجموع االستجابات المترتبة على أبعاد العالقة األسرية والم أرة مع أبنائها وزوجها وأقاربها. 11

26 الفصل الثاني اإلطار النظري والد ارسات السابقة 12

27 الفصل الثاني اإلطار النظري والد ارسات السابقة يتضمن هذا الفصل األدب النظري المتعلق بمفهوم الذات من حيث تطوره التاريخي وتعريف علماء النفس له وخصائصه وأبعاده ونوعيه اإليجابي والسلبي وصفات األشخاص الذين لديهم مفهوم ذات إيجابي وصفات األشخاص الذين مفهوم ذات لديهم سلبي والعوامل الهامة في تكوين مفهوم الذات كما يتضمن هذا الفصل األدب النظري المتعلق بالضغط النفسي من حيث تعريفه وأنواعه وأع ارضه والضغوط المهنية تعريفها ومصادرها ونظريات في الضغط النفسي والضغوط النفسية عند الم أرة ومها ارت التعامل مع الضغوط النفسية وأثر مفهوم الذات على مواجهة الضغوط النفسية وعالقة الضغوط بالتوافق ويتضمن الفصل أيضا األدب النظري المتعلق بالتوافق األسري من حيث األهمية السيكولوجية لألسرة وم ارحل دورة حياة األسرة وتعريف التوافق وتعريف التوافق األسري وأهمية التوافق األسري وعمليات التوافق األسري ومجاالت التوافق األسري ومعايير األسرة السوية وأسباب التفكك األسري وعوامل تسهم في تحقيق التوافق األسري ودور الم أرة في تحقيق األسري كما يتضمن هذا الفصل الد ارسات السابقة المتعلقة بالمتغي ارت األساسية للد ارسة الحالية: مفهوم الذات والضغوط النفسية والتوافق األسري. أوال: مفهوم الذات: إن الذات هي المحور الرئيسي للخبرة التي تحدد شخصية الفرد فمفهومنا عن ذواتنا أي الطريقة التي ندرك بها ذواتنا هي التي تحدد نوع شخصيتنا وكيفية إد اركنا لها وتعتبر الذات جوهر الشخصية الذي يحقق انسجامها ومفهوم الذات حجر ال ازوية فيها. 12

28 التطور التاريخي لمفهوم الذات: لم يختلف المشتغلون بعلم النفس قديما أو حديثا حول قضية أو موضوع مثلما اختلفوا حول مفهوم الذات سواء في عملية تمييزه عن المفاهيم األخرى كالتقدير الذاتي أو التقرير الذاتي أو اإلد ارك الذاتي أو في إيضاح تداخله مع مصطلحات مثل األنا أو الروح أو النفس أو في تحديد تعريفاته كموضوع أو كعملية )الدليم دت(. وتعد الذات نقطة الوسط في الشخصية تتجمع حولها جميع النظم األخرى وهي تجمع هذه النظم معا وتمد الشخصية بالوحدة والثبات. إن الذات هي هدف الحياة الهدف الذي يحاول الناس بلوغه دائما لكنهم ناد ار ما يبلغونه وهي تحرك سلوك اإلنسان وتدفعه نحو البحث عن الكلية )غالب.)0660 إن الشعور بالذات من أهم السمات المميزة لةنسان عن بقية المخلوقات الذي يؤدي إلى التنظيم األساسي للهوية في المعنى والتنظيم وهذا الشعور بالذات يمثل الجوهر الموحد لشخصية كل فرد )الحوسني 4119(. ولقد مر مفهوم الذات بتطور ديني وفلسفي عير التاريخ ولم يعرف اإلنسان الذات كما عرفها في الوقت الحاضر من حيث كونها مصطلحا نفسيا له دالالته فال توجد لغة في العالم قديما وحديثا إال واستخدمت ألفاظا مثل )أنا ونفسي ولي التي تدل على كنة النفس( فالفالسفة القدماء أمثال سق ارط وأفالطون وأرسطو كانوا يرون أن لةنسان جانبا ماديا وآخر غير مادي )روحي( ومع ظهور الديانات أصبح مفهوم الذات جزء من التفسي ارت الدينية فالمسيحية تؤمن بأن اإلنسان مكون من جزئيين متميزين هما الجسم والروح وأن الروح تسكن الجسد ومن الممكن أن تنفصل عنه عند الموت ويمكن النظر إليها على أنها مركز الرغبة والتفكير واالختبار )محمود ومطر 4100(. 13

29 وعند ظهور الدين اإلسالمي الحنيف علمنا اهلل عز وجل مالم نكن نعلم عن النفس فقد ورد ذكر النفس في القرآن )460( مرة ووصفها اهلل عز وجل بصفات عدة مثل )النفس المطمئنة النفس اللوامة والنفس البصيرة والنفس األمارة بالسوء( وأن معرفة اإلنسان للخالق تكون من خالل معرفة النفس والتي تكون من خالل معرفة العقل: ويقول عز وجل في سورة الشمس: )ونفس وما سواها) 7 ( فألهمها فجورها وتقواها) 8 ( قد أفلح من زكاها) 6 ( وقد خاب من دساها) 01 ( فسبحانه يوضح مكانة النفس وعالقتها بالعقل 4110(. )الطويل ولقد اهتم العلماء العرب والمسلمون بموضوع النفس فنجد ابن سينا يرى مفهوم الذات على أنه الصورة المعرفية للنفس البشرية إذ يقول: أننا نواجه نفسا واحدة ال أكثر أي أن هذا ال يمنع أن تكون لها م ارتب تكاملية مرتبة الواحدة بعد األخرى إذ أطلق عليها قوى النفس )محمود ومطر.)4100 أما ابن حزم الذي يعتبر أول من طرح النسق العلمي لعلم النفس الظاهري الذي يقوم على الذات واآلخر يرى أن النفس أعلم بغيرها وتجهل ذاتها وأن الوعي محتوى يحمل في مج اره األنا واآلخر في نفس الوقت )شتا 4110(. أما الغ ازلي فقد عرف ذات اإلنسان )النفس( بالحقيقة وأنها توصف بحسب اختالف أصولها فإذا سكنت تحت أمر اهلل و ازيلها االضط ارب سميت نفس مطمئنة واذا لم يتم سكونها وصارت مدافعة للنفس الشهوانية سميت النفس اللوامة أما إن تركت أمر اهلل وأذعنت لمقتضى الشهوات سميت النفس األمارة بالسوء )المهدي 4114(. أما في أوروبا الغربية فقد ظهرت الثنائية بين الجسد والروح أي أن هناك تفاعل بين الروح والجسد وأول من ناقف المدرك أو الذات كجوهر مفكر هو الفيلسوف الرياضي ديكارتDescart وتحدث المفكر جون لوك J.Lock وبيركلي Berkeley وهيوم Hume وب ارون Brown وميل 14

30 عن مفهوم الذات وكانوا متذبذبين بين "الروح واإل اردة والنفس تارة والذات تارة أخرى وأخذ Mill مفهوم الذات يحتل مكانه الصحيح في علم النفس كمفهوم سيكولوجي منذ أن كتب جيمس Jeams.)4110 قائال: "الذات جوهر الشخصية الذي يحقق انسجاما" )عبد العلي مفهوم الذات من وجهة نظر علماء النفس: عرف جيمس الذات بأنها المجموع الكلي لكل ما يستطيع اإلنسان أن يدعي أن له جسده وسماته وقد ارته وممتلكاته المادية وأسرته وأصدقاءه ولقد صنفها في أربعة مستويات: الذات الجسمانية: وتمثل نظرته إلى جسده والذات االجتماعية: وتمثل كيف ينظر زمالؤه له والذات المادية: وتتكون من ممتلكات الفرد المادية والذات الروحية: وتتكون من ممتلكاته النفسية ورغباته وميوله.)Burns, 1979( لقد طور جيمس مفهوم الذات في علم النفس الحديث حيث أرى أنها تشمل جانبين: الذات كموضوع أي معرفة الفرد لذاته وتقييمه لها والذات كعملية أي كحركة وكفعل وكنشاط وكمجموعة من النشاطات والعمليات العقلية كالتفكير واإلد ارك والتذكر (1977.)Zurcher, األنا هو جزء من الشخصية الكلية وذلك كما تصورها أصحاب نظرية التحليل النفسي والذات على النقيض من ذلك فهي عادة مفهوم أوسع وأكثر شموال فمصطلح الذات مرتبط إما بالشخصية الكلية أو باألنا ويوافق علماء الشخصية على االفت ارض الذي يقول: إن اإلنسان له ذات واحدة فقط رغم التغي ارت السلوكية كلما غير دوره وتشير الدالئل بأن مفهوم اإلنسان لذاته يمنح الفرد المرونة في السلوك وفقا للدور الذي يقوم به وتعدد أدوار الفرد تقتضي أن يسلك الفرد مسلكا مختلفا عن اآلخر حسب مقتضيات المواقف الحياتية وهذا ال يعني أن له ذوات متعددة أو شخصيات متعددة )األشول 0678(. 15

31 ويرى يونج Young أن الذات ليست األنا وال هي القناع إنها حصيلة وليس أم ار موروثا وأنها تتوسط الشعور والالشعور وتمثل األنا مركز الشخصية قبل أن تتكون الذات لكن اإلنسان يستطيع أن يحقق الوحدة لذاته بتكامل شخصيته فالذات تمثل تكامل الشخصية بجوانبها المختلفة الشعورية والالشعورية )الشماع 0677(. ويعرف سميث Smith الذات بأنها تجريد للسمات والخصائص والموضوعات واألنشطة التي يمتلكها ويتبعها وهذا التجريد يتمثل في فكرة الفرد عن ذاته نحو ذاته )األشول 0678(..(Suls, 1986, p.28) ويعرف كولي Cooley مفهوم الذات بأنه "الكيان الشخصي للفرد" أما هورني Horney فترى أن فشل أو نجاح الفرد يرتبط بإد اركه لذاته أي مفهومه عن ذاته وتحدد هورني أربعة جوانب للذات كما يدركها الفرد: الذات المثالية والذات الحقيقية والذات الواقعية والذات المحتقرة وترى أيضا أنه لكي يحقق الفرد فهما واد اركا لذاته فال بد له من إقامة نموذج للصورة الذهنية المثالية وأن البحث عن الصورة المثالية قد يؤدي إلى حصول ص ارع داخلي يعمل على زيادة السلوك العصابي )غباري وأبو شعيرة والجبالي 4118(. ويرى آدلر Adler أن فكرة الذات الخالقة هي صاحبة السيادة في بناء الشخصية وجعل الشعور مركز الشخصية حيث أن اإلنسان كائن شعوري مدرك وواع لمبر ارت سلوكه وفسر سوء التوافق أنه ناتج من اعتقاد الفرد الخاطئ حول الذات والعالم وهذا لكون الفرد لديه أهداف خاطئة وأسلوب حياة خاطئ فالفرد يلجأ إلى أشكال مختلفة من السلوك الشاذ بهدف حماية اعتقاده عن ذاته.)4116 )الزيود 0668 غباري وأبو شعيرة هاري سوليفان أما Harry Sullivan يرى أن الذات تتكون من تفاعل الفرد مع اآلخرين في المواقف الشخصية إذ أن األساليب المتعددة التي تحكم تبادل العالقات الشخصية في مواقف تفاعل الفرد مع والديه واألشخاص المحيطين به هي المنبع الرئيسي لظهور الذات فالذات عند 16

32 سوليفان عبارة عن آلية دفاعية الستبعاد الشعور بالقلق والتكيف مع الواقع االجتماعي لتوجيه الشخصية نحو القيم المقبولة Lecy أما لكي فيعتقد بأن مفتاح السلوك يكمن في مركز الشخصية.)4101 الذي هو مفهوم اإلنسان عن نفسه )السبعاوي ألبورت ويعرف Allport الذات بأنها عملية معقدة تشمل مجموعة أنشطة من العمليات كالتفكير واإلد ارك والتخطيط والتقييم واالختيار (1977.(Zurcher, ويرى ألبورت أن مفهوم الذات مفهوم أساسي في د ارسة الشخصية غير أنه لم يفرق بين الذات واألنا بسبب االضط ارب الذي ساد في استخدام مصطلح الذات ويرى أن الذات تتألف من سبعة جوانب هي: اإلحساسات هوية الذات تقدير الذات التوكيد وحب الذات امتداد الذات أي التوحد مع اآلخرين العقالنية أي التخطيط والتفاعل مع الظروف الصورة الذهنية للذات الكفاح أي اندفاع الفرد في سلوكه لتعزيز الصورة الذهنية للذات )السبعاوي 4101(. ويعرف كيرت ليفين Curt Levine مفهوم الذات بأنه مجموعة التصو ارت واألفكار والمعتقدات والمفاهيم التي يحملها الفرد عن نفسه ويؤكد على أهمية إد ارك الفرد للواقع وأن اإلد ارك للذات وللواقع هو المحدد للسلوك ال حقيقة الذات والواقع ويعرف روجرزRogers الذات بأنها كينونة الفرد أو الشخص وأن الذات تشتمل على جوانب شعورية وال شعورية أما مفهوم الذات فيختلف عن الذات حيث أنه يرى أن مفهوم الذات يتكون مع نمو ووعي الفرد واد اركه بوجوده الشخصي وما يقوم.)4119 به فهو شعوري وواع )غيث تماما نظرية روجرز إن في الشخصية تعتبر مفهوم الذات هو مركز النظرية وأن أهم عامل في الشخصية هو مفهوم الذات لذلك فإن أي إحباط يعوق ويهدد إشباع الحاجات األساسية للفرد ينتج عنه تقييم سيء للذات ونقص احت ارم الذات فالحرمان أو اإلحباط ال يكون إال إذا ارتبط بمفهوم الذات وفكرة الفرد عن نفسه ويعتبر روجرز سوء التكيف حالة من التناقض بين الذات الواقعية والذات 17

33 المثالية ويحدث هذا عندما يجد الفرد صعوبة في إظهار الحب واالحتر ام لآلخرين لذلك يجد نفسه محبطا فالفرد يسير في حياته بناء على إد اركه في تمييز طبيعته واإلد ارك يتحدد بالطريقة التي يعكس الفرد بها نظرته إلى نفسه وما يحيط به ولذا يظهر قدر كبير من سلوكه وكأنه موجه من مفهومه لذاته وفكرته عن نفسه )الزيود 0668(. وأكد روجرز على مفهومي الذات المثالية والذات المدركة ويرى أن خصائص الذات هي: تنمو الذات من التفاعل بين الكائن الحي وبين البيئة التي يعيف فيها يمكن للذات أن تستوعب وتمثل قيم اآلخرين وتدركها بطريقة مشوهة. 0- أن الكائن الحي يكافح ويسلك مسلكا من مفهومه لذاته. أن الذات قابلة للتعديل نتيجة للنضج والتعلم )عبد 4110(. العلي -2 أما في نظرية الجشطالت فيرى مؤسسها فريدريك بيرلز Fredrick Perls أن الذات تحتوي على ثالثة مكونات هي: األنا والهو والشخصية فالهو يمثل الخلفية المعطاة من الطاقات األولية والخب ارت الماضية غير المكتملة واإلد ارك الغامض للبيئة أما الشخصية فهو الشكل المبتدع الذي يمثل الشكل الذي سوف تكون عليه الذات أما األنا فهو المنظم لالتصال مع البيئة فعندما تقابل الذات شيئا غريبا فإن األنا تقوم بتحديد الحدود بين المجال الذاتي والمجال غير الذاتي ويرى أن الفرد يكتشف ويعي ذاته من خالل تقدير اآلخرين له )الخطيب 4116(. أما فريدريك ثورن Fredrick Thorne يرى أن دافع تحديد الذات هو أكبر الدوافع اإلنسانية قوة ويتضمن عدم الرضا مع الذات والعمل نحو تحسين الذات وبلوغ الكمال )الزيود 0668(. أما جالسر Jlaser مؤسس نظرية العالج الواقعي فيرى أن الفرد يملك حاجة للهوية )تخيل الذات( وهذه الحاجة داخلية وموروثة وينظر إليها كقوة دافعة للسلوك إذ يعتقد الناس الذين لديهم تصور ذات إيجابي بأن هناك شخصا واحدا على األقل في العالم يهتم بهم ويهتمون به ويعتقد هؤالء 18

34 اإليجابيون أن لهم قيمة في معظم األحيان فهم يحرصون على االندماج مع اآلخرين الذين لديهم هويات إيجابية أما الناس غير القادرين على تطوير هوية نجاح فإنهم يشكلون تطور ذات غير ناجح أو إلى تطوير هوية فشل وغالبا ما يفشل هؤالء في االندماج مع اآلخرين فيميلون إلى االنخ ارط الذاتي أي البحث عن ال ارحة من ألم الفشل من خالل ذاته وانخ ارط الفرد مع ذاته يأخذ شكل أع ارض فيزيائية واجتماعية و نفسية : مثل الكبت و المخاوف المرضية و السلوك االجتماعي و إدمان الكحول وبعض األم ارض النفسية )برهوم 4101(. ويرى إيرسوك Ersoc أن مفهوم الذات يستخدم لتنظيم المعلومة الجديدة المتعلقة بالذات وهو يحوي قواعد استنتاج ومحاكمة وترميز استيعاب في الذاكرة لهذه المعلومات )محمود ومطر.)4100 وذكر زه ارن )4110( أن فيليب فرنونVernon Philip قدم إطا ار جديدا لمفهوم الذات حيث أوضح أن للفرد ذاتا خاصة تختلف عن ذاته االجتماعية التي تكشف للناس مفهوم ومحتوى الذات الخاص يتصف بأن معظمه مواد غير مرغوب فيها اجتماعيا )خب ارت محرمة أو محرجة أو مخجلة أو معيبة أو مؤلمة...إلخ( ووصفه زه ارن بأنه العورة النفسية للفرد ومستويات الذات حسب أري فيرنون Vernon هي: - المستوى األعلى: ويتكون من عدد من الذوات االجتماعية العامة التي يعرضها الفرد للمعارف والغرباء واألخصائيين النفسيين. -الذات الشعورية الخاصة: كما يدركها الفرد عادة ويعبر عنها لفظيا ويشعر بها وهذه يكشفها الفرد عادة ألصدقائه الحميمين فقط. - الذات البصيرة: التي يتحقق منها الفرد عندما يوضع في موقف تحليلي شامل مثل ما يحدث في عملية العالج النفسي المتمركز حول الفرد. 19

35 - الذات العميقة أو المكبوتة أو الخاصة: والتي يتم كشفها عن طريق العالج النفسي التحليلي. أما دونالد سوبرSuper Dunaldd صاحب نظرية مفهوم الذات االرتقائي للسلوك المهني يرى أن مفهوم الذات يتطلب من الشخص أن يعرف نفسه كفرد متميز وأن يدرك تشابهه مع اآلخرين.)4116 مما يساعده على اتخاذ ق ار ارت تربوية ومهنية تنسجم مع مفهومه عن ذاته )الخطيب ومن العلماء العرب الذين اهتموا بد ارسة مفهوم الذات في أبحاثهم زه ارن )4110( حيث عرف مفهوم الذات بأنه تكوين معرفي منظم ومتعلم للمدركات الشعورية والتصو ارت والتقييمات الخاصة بالذات يبلوره الفرد ويعتبره تعريفا نفسيا لذاته. خصائص مفهوم الذات: إن البحوث والد ارسات التي أجريت حول مفهوم الذات توصلت إلى أنه يتصف بسبع خصائص: أوال: مفهوم الذات بناء تنظيمي: أي أنه بنية أو تنظيم لخب ارت الفرد على اختالفها أو تنوعها والتي تشكل معطيات الفرد إد ارك الفرد لذاته ولكي يخفف الفرد من درجة تعقيد هذه الخب ارت فإنه يعيد ترميزها في تصنيفات أو صيغ أبسط. إن عملية تنظيم الخب ارت ليست بشكل واحد ومحتوى واحد وانما تختلف تبعا للمتغي ارت البيئية التي يتعرض لها الفرد والتي تمثل ثقافته الخاصة. ثانيا: مفهوم الذات متعدد األوجه أو الجوانب: أي أن لمفهوم الذات جوانب متعددة وليس أحادي الجانب فالفرد يصنف خب ارته إلى مجاالت مثل الوضع المدرسي أو العملي والتقبل االجتماعي والجاذبية الجسمية والقدرة العقلية أو الذكاء العام...إلخ. ثالثا: مفهوم الذات هرمي: حيث تشكل الذات هرما قاعدته الخب ارت التي يمر بها الفرد في مواقف خاصة وقمته مفهوم الذات العام ويقسم قمة الهرم إلى قسمين مفهوم الذات األكاديمي ومفهوم الذات غير األكاديمي وكل منها ينقسم إلى أج ازء فالجانب األكاديمي يتفرع إلى مفاهيم تتعلق بمفهوم 21

36 الذات القدرة مفهوم الذات التحصيلي المتعلق بكل مادة من المواد الد ارسية المختلفة أما مفهوم الذات غير األكاديمي فينقسم إلى: أ( الذات الجسمية: وتتفرع بدورها إلى مفهوم المظهر العام مفهوم كل عضو من األعضاء مفهوم لون البشرة. ب( الذات االجتماعية: وتشمل مفهوم تقبل الذات ومفهوم القبول االجتماعي ومفهوم تقبل الغير. ج( الذات الخاصة النفسية وتشمل مفهوم االنطباعات الشخصية ومفهوم األحاسيس والمشاعر الذاتية ومفهوم االتجاهات. والجدير بالذكر أنه ال يوجد اتفاق بين العلماء على تقسيم معين لمفهوم الذات حيث أن البعض يقسم التدرج الهرمي إلى الجانب الجسمي الجانب االجتماعي الجانب االنفعالي الجانب العقلي. اربعا: مفهوم الذات ثابت نسبيا: يتسم مفهوم الذات بالثبات النسبي وخاصة في قمة الهرم ويقل ثباته كلما نزلنا من قمة الهرم إلى قاعدته حيث يتنوع مفهوم الذات بشكل كبير وذلك لتنوع المواقف ولكي يحدث تغيير في مفهوم الذات العام يتعين حدوث مواقف متعددة ومحددة ومت ازمنة وغير متسقة فمثال خب ارت النجاح والفشل ألحد تالميذ المرحلة االبتدائية في مادة التاريخ ربما يؤثر على مفهوم الذات األكاديمي لديه لكن تأثيرها على المفهوم العام للذات يكون ضعيفا. خامسا: مفهوم الذات نمائي أو متطور: بمعنى أن هذا المفهوم له خاصية نمائية فمفاهيم الذات لدى صغار األطفال كلية أو شاملة أو متمايزة فالطفل يولد وال يدرك ذاته كتكوين نفسي فهو يستجيب إلى البيئة لةشباع البيولوجي السريع وال يستطيع أن يميز نفسه عن العالم الخارجي وتتطور مفاهيم جديدة كلما تقدم العمر عبر الم ارهقة والبلوغ حيث أن الفرد كلما ازدت مفاهيمه وخب ارته يصبح له القدرة على إيجاد التكامل فيما بين هذه الخب ارت بأج ازئها الفرعية لتشكل إطا ار مفاهيميا واحدا. 21

37 سادسا: مفهوم الذات تقييمي: أي أن مفهوم الذات ذو طبيعة تقييمية ووصفية فيعطي الفرد تقييما لذاته في كل موقف من مواقف حياته فهو ال يقتصر على وصف ذاته فحسب وانما يقيم ذاته في المواقف التي يمر بها وقد تصدر التقييمات لذاته باإلشارة إلى معايير مطلقة كالمقارنة مع المثالية أو يعدد تقييماته باإلشارة إلى معايير نسبية كالمقارنة مع الزمالء أو اإلشارة إلى تقييمات مدركة قام بها آخرون وتختلف أهمية ودرجة البعد التقييمي تبعا الختالف األف ارد والمواقف أيضا. سابعا: مفهوم الذات متمايز أو فارقي: أي أنه متمايز أو مستقل عن األبنية األخرى التي يرتبط نظريا بها فهناك تمايز بين المفاهيم التي يوجد بينها ارتباط نظري فمثال مفهوم الذات الجسمية يرتبط بمفهوم المظهر العام أكبر من ارتباطه بمفهوم االتجاهات ومفهوم الذات للقدرة العقلية يرتبط بالتحصيل األكاديمي أكثر من ارتباطه بالمواقف االجتماعية والمادية )الزيات 4110 الظاهر.)4112 أبعاد مفهوم الذات: يأخذ مفهوم الذات ثالثة أبعاد مختلفة هي: الواقعية : هي عبارة عن إد ارك الفرد لقد ارته ومكانته وأدواره في العالم الخارجي أي أنها 0( الذات مفهوم الفرد لنوع الشخص الذي يعتقد أنه عليه فقد تكون لديه صورة إيجابية أنه شخص قادر على النجاح وقد تكون لديه صورة سلبية عن عجزه وفشله أو أنه قليل األهمية ضعيف القد ارت وبأن فرص النجاح لديه ضئيلة. 4( الذات االجتماعية: وهي فكرة الفرد عن نفسه كما يعتقد إن اآلخرين يرونها فإذا ما تكون لدى الفرد انطباعا بأن اآلخرين يعتقدون بأنه غير مقبول اجتماعيا فيتكون لديه اتجاها سلبيا نحو ذاته أما إذا أرى أن لآلخرين فكرة إيجابية عن شخصيته فإنه سوف يتخذ اتجاها ايجابيا نحو ذاته أي أن 22

38 إد ارك الفرد لذاته يتأثر بانطباعه للطريقة التي يشعر أن اآلخرين ينظرون بها نحوه )محمود ومطر.)4100 ويرى جيمس إن نظرتنا إلى أنفسنا وتقديرنا لها يعتمد كثي ار على نظرة وتقييمات اآلخرين لنا وخاصة عندما يكون لهم اهتمامات مشابهة لنا ويكونون أشخاص مهمين بالنسبة لنا.(Burns, 1979) 0( الذات المثالية: وهي نظرة الفرد إلى نفسه كما يجب أن يكون وهذه النظرة قد تكون واقعية أو قد تكون منخفضة أو قد تكون مرتفعة طبقا لمستويات الطموح عند األف ارد ومدى عالقة ذلك بقد ارتهم والفرص المتاحة لهم لتحقيق الذات فإذا كانت هذه النظرة واقعية فإن الفرد يكون متقبل لذاته أما إذا كانت منخفضة فإن هذا يدل على أن الشخص ال يستغل جميع إمكانياته وال يقدر ذاته أما إذا كانت النظرة المثالية مرتفعة فإن هذا يدل أن الفرد يضع لنفسه أهدافا أعلى من قد ارته وامكاناته الواقعية مما قد يؤدي إلى شعوره بخيبة األمل والفشل واإلحباط وتحقير الذات )آدم 0684(. ولمفهوم الذات ارتباط بالسلوك بين الواقع والمثالية فتشير البحوث والد ارسات إلى أن مفهوم الذات الواقعي والسلوك الواقعي أكثر ارتباطا بطبيعة الفرد ذاته بينما مفهوم الذات المثالي والسلوك المثالي يرتبطان أكثر بالمفاهيم والقيم االجتماعية العامة ومن المعلوم أن من يكون له مفهوما منخفضا للذات يكون لديه مشكالت سلوكية تماثل في حدتها تلك التي تكون لدى من يكون له مفهوما مبالغا فيه للذات والشخص العادي عندما يحدد مفهوم الذات المثالي فإنه يحدد الصورة المثالية التي هو في حاجة إلى تحقيقها والتي يسعى إلى تحقيقه أقصى ما يمكن أن يحققه من هذا المفهوم وهذا يدفعه إلى تغيير وتعديل سلوكه إلى أفضل )زه ارن 0676(. 23

39 مفهوم الذات اإليجابي ومفهوم الذات السلبي: لقد استنتج البين وجرين Lapin& Grane أن مفهوم الذات يعمل كموجه للسلوك وقوة دافعة فالمفهوم اإليجابي يدفع بالفرد إلى مواجهة المواقف الحياتية بشجاعة وثقة في حين يشعر الشخص صاحب المفهوم السلبي بالعجز الذي قد يوقعه في اضط اربات وانح ارفات سلوكية )الدليم دت(. مفهوم الذات اإليجابي: ويتمثل مفهوم الذات اإليجابي في تقبل الفرد لذاته ورضاه عنها. صفات األشخاص الذين لديهم مفهوم ذات إيجابي: إن األشخاص المتقبلين لذواتهم يقدرون تقدي ار واقعيا بحدود قد ارتهم ويكونون مدركين لمعاييرهم ومعتقداتهم دون أن يكون هناك أي تأثير عليهم من قبل اآلخرين وما يبدونه من آ ارء كما يدركون نواحي قصورهم دون اللجوء إلى لوم أنفسهم إنهم ال يعتقدون أنهم يجب أن يكونوا فوق مشاعر الغضب أو الخوف أو أنهم خالين من الرغبات المتصارعة أو أنهم غير قابلين للخطأ فهم قادرون على التحكم في مشاعرهم واتجاهاتهم تجاه القضايا واألحداث وهؤالء األشخاص يكونون مبادرين سريعي االندماج واالنتماء في أي مكان كانوا لديهم الكفاءة والشعور بقيمتهم الذاتية وقدرتهم على مواجهة التحدي فهم واثقون من أنفسهم يتميزون باالستقالل الذاتي وقادرين على تحمل المسؤولية ومتفائلين تجاه الحياة والناس )محمود ومطر 4100 عبد العلي 4110 صايغ.)

40 مفهوم الذات السلبي: يتكون مفهوم الذات السلبي نتيجة النبذ وعدم المحبة التي يبديها الوالدان للشخص في مرحلة الطفولة ونتيجة للتجارب السلبية التي يتعرض لها الفرد في مرحلة النضج فعندما يتعرض هذا الشخص لموقف محرض يؤدي إلى تحريك نقطة سلبية عنده لها عالقة بذاته فإن هذا الموقف يولد توقعات سلبية منها فشله في التعامل مع الموقف وهذه األفكار والتوقعات تخلق قلقا مما يؤدي إلى فشل التعامل مع الموقف وبالتالي يؤكد التفكير السلبي عن الذات ويزيد ذلك اإلحساس بالفشل مما يؤدي إلى كآبة وقلق وهكذا تبقى الدائرة مستمرة. إن أقسى صورة لألفكار السلبية هي التي تظهر على شكل صوت نقد داخلي وان النقد السلبي المتواصل من قبل اإلنسان لذاته أشبه بسوس ينخر في اإلنسان ويوجعه فاإلنسان الذي يمارس النقد السلبي الذاتي بشكل مستمر يعيف في حالة ص ارع مستمر مع نفسه وغالبا ما يؤلم اإلنسان ويوجعه ويكون هذا النقد له صوت داخلي بكلمات محددة مثل أنا غبي أنا قبيح...إلخ. فالنقد الذاتي السلبي يجعل اإلنسان يدور في دائرة مفرغة ال مفر لكسرها بل هي تكسره يوما بعد يوم أكثر فأكثر )الدريع 4118(. ويرتبط ميل الفرد إلى اإلقالل من ذاته أو حتى ك ارهيتها ارتباطا وثيقا بعجزه عن تمييز حرياته واختيا ارته ومسؤولياته عن حياته التي تكون محكومة بحتمية صارمة وتظل ك ارهيته لذاته لفترة طويلة.)0678 بعد أن يكون قد ترك السياق األسري الذي ول د هذه الك ارهية )سيفرين صفات األشخاص الذين لديهم مفهوم ذات سلبي: يتصف األشخاص الذين لديهم نقص في مفهوم الذات باآلتي: الشعور بالنقص تجاه أنفسهم: فهم يشكون في قد ارتهم لذلك يبذلون قليل من الجهد في 25

41 أنشطتهم. يعتمدون بكثرة على اآلخرين لمالحظة أعمالهم. يلومون أنفسهم عند حدوث خطأ ما. ويعتذرون دائما عن كل شيء. عدم االستحقاق للثواب واإلرضاء والنجاح. يمنحون الثناء لآلخرين عندما يحققون النجاح. يشعرون بارتباك وعدم القدرة على الرد عند الثناء عليهم يشعرون أنهم ال قيمة لهم في الحياة فال يستحقون الثناء. فالمدح يسبب لهم جرح ألنهم ال يدافعون عن أنفسهم عند إهانتهم ألنهم يشعرون أنهم ال يستحقون ذلك. يميلون إلى سحب أو تعديل آ ارئهم خوفا من سخرية ورفض اآلخرين. عدم الثقة بالنفس: فهم يشعرون بص ارعات داخلية مع ذواتهم والتي تولد ذهنا مشوشا فهؤالء األشخاص قد يجلسون ويخططون لمستقبلهم لكن إرهاق العقل بص ارع قبول الذات يمنع الرؤيا الواضحة ومواجهة مواقف الحياة بثقة وبشكل صحيح )الدريع 4118(. العوامل الهامة في تكوين مفهوم الذات: ذكر صايغ )4117( خمسة عوامل تساهم في تكوين مفهوم الذات وهي: 0( تحديد الدور: يعتبر تصور الفرد لذاته من خالل األدوار االجتماعية التي يقوم بها ومن العوامل الهامة التي تساهم في تكوين مفهوم الذات لديه والفرد في أدائه الدور المنوط به فالصلة بين اإلد اركات الذاتية وسلوك الدور دائمة ونحن نعتمد بالضرورة على المعايير االجتماعية في إد ارك ذواتنا واعتمادا على المدى الذي يبلغه في ذلك اإلد ارك فإننا يمكننا اتخاذ دور اآلخر وتوقع استجابات اآلخرين عنه. 26

42 4( المركز: يؤثر مركز الطبقة االجتماعية على تقبل الذات أو الشعور بقيمة الذات أو ربما يرتبط التقسيم بأنماط لمتغي ارت مفهوم الذات بمركز الطبقة أو ربما تكون خصائص الذات المثالية مطابقة لمركز الطبقة. 0( المعايير االجتماعية: فالفرد عندما يحكم على نفسه فهو يحمل عليها بصفة من الصفات وفق درجة معينة وبالنسبة لمعيار معين يشتقه الفرد من المعايير االجتماعية. 2( التفاعل االجتماعي: أوضحت نتائج العديد من الد ارسات مثل د ارسة كومبس Compes )0696( أن التفاعل االجتماعي السليم والعالقات االجتماعية الناجحة يعزز الفكر السليم عن الذات وأن مفهوم الذات الموجب يعزز نجاح التفاعل االجتماعي ويزيد من نجاح العالقات االجتماعية للفرد. 0( الجماعات االجتماعية: ال يتفاعل الجنس البشري كأف ارد منفردين فحسب وانما كأعضاء في جماعات أيضا فتطور اإلد اركات الذاتية واتجاهات الذات إنما يحدث تحت ظروف الحياة الجماعية ففي كل موقف اجتماعي يظهر الفرد أنماط فريدة ومختلفة من السلوك. ثانيا: الضغوط النفسية: تعتبر الضغوط النفسية إحدى الظواهر في حياة اإلنسان تظهر في مواقف الحياة المختلفة حيث أصبحت جزء من الحياة اليومية مما يحتم علينا التعرف على أسبابها وكيفية إدارتها والتخفيف من حدتها. وتشير اإلحصاءات العالمية أن )%81( من األم ارض الحديثة سببها الضغوط النفسية ونأ )%01( من مشكالت المرضى الم ارجعين لألطباء والمستشفيات ناتجة عن الضغوط النفسية وأن )%40( من أف ارد المجتمع يعانون شكال من أشكال الضغط النفسي )الغرير وأبو سعد.)4116 فالضغوط هي عملية نفسية واجتماعية واسعة وتشير إلى إد ارك الفرد لعدم قدرته على إحداث استجابة مناسبة للمواقف التي يواجها في البيئة ويشعر أنها تهدد أمنه وسالمته وتسبب له ضعفا 27

43 وتوت ار فالضغوط بصفة عامة تنتج عن مثي ارت خارجية تؤثر سلبيا على الوظائف العضوية لدى الكائن الحي )خليفة 4118(. وعلي وذكر بودجر( 1999 (Bodger, أن الضغوط حقيقة مهمة في الحياة واذا لم نشعر في حياتنا بضغط قط تقضي علينا. فإن حياتنا تكون مملة وبال قيمة فهي إما أن تكون حاف از لنا لةنجاز واما أن تعريف الضغط النفسي: ال يوجد تعريف محدد للضغط النفسي وذلك الرتباطه بعدة مفاهيم متقاربة من حيث المعنى وارتباطه كذلك باتجاهات نظرية مختلفة وغالبا ما يستخدم للتعبير عن السبب والنتيجة في آن واحد وسوف تعرض الباحثة أهم هذه التعريفات. الضغط النفسي: هو العملية التي تشمل أحداث ضاغطة تثير استجابات وتغي ارت جسمية وسلوكية وانفعالية,1989) Burroughs.(Gregory, وعرف ماكغ ارث Mcgrath الضغط النفسي بأنها حالة تحدث عندما يتوقع الفرد خطر من البيئة ويجعله ذلك يزيد من استخدام قد ارته وامكاناته الذاتية (1998.)Koslowsky, وأشار كانون Canon -مؤسس مفهوم الضغط النفسي في جامعة هارفرد- إلى أن كثير من التغي ارت النفسية سببها الضغوطات وأن استجابة اإلنسان ألي خطر تكون إما بالقتال أو بالهروب وأن هذه االستجابات تؤدي إلى تغي ارت فسيولوجية في الجهاز العصبي السمبثاوي فإثارة هذا الجهاز نتيجة للضغط النفسي سوف تؤدي إلى زيادة في نشاط غدة األدرينالين وزيادة ضربات القلب وزيادة.(Arden, ضغط الدم وسرعة في التنفس وزيادة في كميات العرق (2002 وذكر الشخانبة )4101( في د ارسته ثالثة اتجاهات في تعريف الضغوط النفسية االتجاه األول: يعرفها بأنها: وجود متطلبات أو تغير ات تفوق قدرة الفرد على احتمالها االتجاه الثاني: يعرفها 28

44 ص بأنها: االستجابات السلوكية واالنفعالية الناجمة عن وجود متطلبات تفوق قدرة الفرد على احتمالها االتجاه الثالث: فيعرفها بأنها: العالقة التفاعلية بين الفرد وبين المتطلبات أو الظروف الخارجية. أما شاكر قنديل فعرفها على أنها حالة يعانيها الفرد حين يواجه بمطلب ملح وحاد أو خطر شديد ويرى أن الضغط النفسي يشير إلى وجود عوامل خارجية ضاغطة على الفرد بكليته أو على جزء منه وبدرجة توجد له إحساسا بالتوتر أو تشويها في تكامل شخصيته وحينما تزداد شدة هذه الضغوط فإن ذلك قد يفقد الفرد قدرته على التوازن ويغير نمط سلوكه عما هو عليه إلى نمط جديد )طه 4114( وعرفت الجمعية األمريكية للطب النفسي أحداث الحياة الضاغطة بأنها "عبارة عن: أعباء ازئدة تثقل كاهل الفرد نتيجة لمرور الفرد بخبرة صارمة تتمثل في وقوع الفرد فريسة لمرض مزمن أو فقدان لوظيفته أو دخوله في حالة ص ارع حاد ألدائه ألدواره المختلفة أو الدخول في مشاكل حادة تتصل بحياته األسرية الزوجية وأن عجز الفرد عن الفرد عن مواجهة مثل هذه األحداث يدخل الفرد.)020 في حالة من االرتباك واالضط اربات" 4118 )غانم مصادر الضغوط النفسية: الضغط قد ينشأ من داخل الشخص نفسه نتيجة األزمات التي يعيشها ويسمى ضغط داخلي أو قد يكون ناتجا عن ظروف خارجية مثل العمل والعالقات الشخصية مع األصدقاء أو شريك الحياة أو موت عزيز أو موقف صادم ويسمى ضغط خارجي )الغرير وأبو أسعد.)4116 وحدد ميلرMiller سببين للضغوط األسباب الداخلية: وتكون نابعة من المعتقدات واألفكار الخاطئة وهي افت ارضات غير واقعية واألسباب الخارجية: وهي المواقف للضغوط مثل ضغوط القيم والمعتقدات والمبادئ والص ارع بين العادات والتقاليد التي يتمسك بها الفرد وبين الواقع مما يسبب له ضغوط عالية وتتحدد الضغوط بالموقف الذي يسبب الص ارع بين القيم والواقع )النعاس 4118( 29

45 وذكر توتمان (1990 (Totman, أن الضغوط تعود في األساس ألسباب اجتماعية وليست مرتبطة بأسباب جسمية فيزيائية وأهم مصدرين للضغوط النفسية: تغيي ارت الحياة المؤلمة كموت قريب أو التعرض للسجن أو التعرض لخسارة مالية وقد تؤدي هذه األحداث المؤلمة إلى العزلة االجتماعية وعدم المشاركة والتفاعل مع اآلخرين والمصدر اآلخر هو شخصية الفرد وقدرته على مواجهة الضغوط التي يتعرض لها فبعض األف ارد لديهم القدرة على التعامل مع الضغوط التي تواجههم بواقعية والبعض اآلخر يستسلم لها. وذكر الدحادحة )4101( أربعة مصادر للضغط النفسي وهي: 0( البيئة مثل: الطقس اإلزعاجات التلوث وغيرها. 4( العوامل الفسيولوجية مثل: فت ارت النمو المختلفة المرض اإلصابات ضعف التغذية اضط اربات النوم وآالم المعدة والقلق الناتجة بسبب تهديدات البيئة االجتماعية والتغي ارت الطارئة. 0( الضغوطات االجتماعية مثل: المواعيد المشكالت المالية العمل إلقاء المحاض ارت عدم االتفاق فقدان األقرباء واألصدقاء متطلبات الوقت واالستفادة منه. 2( أما المصدر ال اربع فهو طريقة التفكير فإن العقل يفسر تغي ارت البيئة والجسم يحدد متى يستجيب كحالة طارئة. أنواع الضغوط النفسية: النفسية. تتعدد الضغوط النفسية تبعا لتعدد مدارس علم النفس لذلك نجد عدة تصنيفات للضغوط فقد ميز الزورس وكوهن Lazureus& Cohn بين نوعين من الضغوط: أوال: الضغوط الخارجية والتي تعني األحداث الخارجية والمواقف المحيطة بالفرد وتمتد من األحداث البسيطة إلى الحادة. 31

46 ثانيا: الضغوط الداخلية والتي تعني األحداث التي تتكون نتيجة التوجه اإلد اركي نحو العالم الخارجي والنابع من فكر وذات الفرد )الغرير وأبو سعد.)4116 بينما يحصرها بعض الباحثين في نوعين هما: الضغوط اإليجابية أو المفيدة والضغوط السلبية أو الضارة ويقصد بالضغوط اإليجابية: الضغوط المعتدلة التي تؤدي إلى ردود فعل إيجابية لدى الفرد مثل: اإلنجاز والفخر والتغلب على التحديات أما الضغوط السلبية فتحصل عندما يصل الفرد إلى الحد الذي يشعر فيه أنه غير قادر على تحمل الضغط مما يسبب له الضرر في صحته وسلوكه )الرواس 4110(. ومن أنواع الضغوط: 0( الضغوط االنفعالية والنفسية )القلق االكتئاب المخاوف المرضية( الضغوط األسرية بما فيها الص ارعات األسرية واالنفصال والطالق وتربية األطفال... الخ. )4 0( الضغوط االجتماعية كالتفاعل مع اآلخرين وكثرة اللقاءات أو قلتها واإلس ارف في الت ازور مع الحفالت...إلخ. 2( ضغوطات العمل: كالص ارعات مع الرؤساء وضغوط االنتقال كالسفر والهجرة واإلساءة في استخدام العقاقير والكحول...إلخ )عبيد 4118(. ولقد قسم أبتر Apter الضغوط إلى نوعين وهما: 0( ضغوط التوتر: وهي المشاعر التي تنشأ عندما يدرك الفرد أن دافعيته للقيام بعمل ما منخفضة ومستوى المثير أصبح عاليا وهنا الفرد يحتاج إلى بذل جهد أكبر. 4( ضغوط الجهد: ويعني أن الفرد يبذل جهدا أكبر للتقليل من ضغوط التوتر. فالعالقة بين التوتر والجهد إيجابية فكلما ازد التوتر ازد الجهد للتغلب عليه. كما أن ضغوط الجهد تحدث أحيانا في غياب ضغوط التوتر كنتيجة للضغوط التي نؤدي ضغوط التوتر. مثال: الشخص ذي المسؤوليات الكثيرة 31